الأحد، فبراير 10، 2008

عائدة من أرض الاحلام


ذهبت إلى أرض الاحلام لأسرق من الحياة بضعة أيام من السعادة والمرح والدهشة مع ثلاثة صديقات عزيزات صرن أكثر من شقيقات لي - سالي وياسمين http://nohaworld.blogspot.com%20/ ونهى محمود. وما رأيت أبدا أرضا أحلى ولا أجمل ولا أطيب من أســـــــــــــــــــــــــــــوان حيث يوقف الاطفال الصغار الذين يلعبون كرة القدم في الشارع نشاطهم ويفسحون الطريق لنا نحن الاربعة لنمر وكأننا ملكات متوجات.

أعلم أن كل البنات ستحدسننا ولربما يكذبننا ولكنها حقيقة جاهدت نفسي كثيرا لتصديقها.

.

ولكنها أسوان حيث يسرع الناس لمساعدتك بدون أي غرض أو هدف أو مطمع حيث بدر وزيزي اللذين تسببا في انقسام الصديقات الاربع لأحزاب وشيع حيث من ترى أن مساعدتهما لنا هدفها الحصول على بعض الاموال من القاهريين الاغراب ومن تعتقد أنهما يرغبان في مبلغ أكبر مما عرضناه عليهما من المال وأخرى تؤكد أنهما أناس طيبون لا يرغبون سوى في المساعدة والاحتفاء بالزائرين .


والحكاية أننا - بعد هروبنا من المجموعة الرائعة التي سافرنا بصحبتها ولهذا الامر حديث آخر - حاولنا ايقاف تاكسي ليأخذنا الى قرية غرب سهيل حيث البيوت النوبية الجميلة والمشغولات اليدوية الرائعة ولكنه لم يتوقف لنا فظننا أنه ليس ذاهبا في ذلك الاتجاه فوجئنا بشخص ينادي علينا وظننا أنه سائق التاكسي ولكنه كان "بدرا" ذلك الاسواني الجميل ركبنا معه ومع زوجته أو اخته لا ندري زيزي وقالا إنهما ذاهبين الى وجهتنا وعند الوصول رفضا أخذ أجرة منا ودفع بدر الاجرة للسائق واصطحبنا الى القرية وأدخلانا "بيت التمساح"حيث احتسينا الشاي الاسواني وتفقدنا البيت النوبي وتصورنا مع تمساح صغير تبدو عليه - برغم أسنانه الحادة - الطيبة التي ربما أخذها من أهل أسوان .


واعتقدنا نحن القاهريات - اللاتي اعتدن على أن "صباح الخير في مصر بفلوس" كما تقول نهى محمود أنهما يرغبان في مبلغ من المال نظير مرافقتنا ولكن خاب ظننا حيث عرضنا عليهما مبلغا ولكنهما أبيا بشدة ورفضا بشكل قاطع أن يأخذاها واعتبراها إهانة كبيرة لهما، وعلى الرغم من ذلك عرضا علينا استكمال الجولة ولكننا تحججنا بأننا نرغب في شراء بعض الاشياء من سوق القرية وأننا لا نرغب في تعطيلهما عن مقصدنا وذهبا على وعد بالعودة بعد ساعة وهو ما لم يحدث حيث انهمكنا في الشراء والتصوير ثم غادرنا المكان بدون انتظارهما.


أعرف أن من سيقرأ ما أكتب، خاصة من أبناء القاهرة (القاهرة لسكانها) لن يصدق أنهما كانا يرغبان في مساعدتنا والاحتفاء بنا ولكن ذلك غير صحيح ولو كان لكان قد ألمحا بطريقة أو أخرى أنهما يرغبان في المزيد من المال أو شيء من هذا القبيل. ولكن ما فعلاه نابع من طيبة وشهامة حقيقية سمعنا عنها في روايات نجيب محفوظ وحكايات الآباء والاجداد وهي الاخلاق التي يبدو أن القاهرة قهرتها في نفوس سكانها فأقفدهم اياها.



فلقد أصبت في أسوان بصدمة حضارية وثقافية كبيرة. فأنا أجاهد نفسي طيلة الوقت على أن أعتاد على سلوك القاهريين وأسلوب حياتهم الانتفاعي والذاتي المحض. وأحاول كثيرا لأن أقصر لساني لكيلا يتدخل في الدفاع عن أي مظلوم أو النطق بمقولة حق قد لا تفيد ولكنه بالتأكيد ستضرني كثيرا . إنني أقاتل كل يوم لأن أكون انتهازية مثل من هم حولي من الذين ينالون الثناء على انتهازيتهم ونفاقهم وريائهم فيما أنال النقد لكفاءتي ودفاعي عن الحق والعدل ، لأذهب بعد أن أمضيت شوطا كبيرا في محاولة استيعاب دورس القاهرة الى جنوب الوادي في أسوان لأصدم من جديد بهذا القدر من النقاء والصفاء والطيبة اللامتناهية ، الأمر الذي دفعني الى التفكير من جديد فيما اذا كانت محاولتي للتأقلم مع حياة القاهرة صحيحة أم أنه يجب علي أن أفر من هذه المدينة القاحلة انسانيا لأسكن في مكان أكثر طيبة وترحيبا واحتفاء بالانسان ؟!!!!؟

هناك تعليق واحد:

استراحة محمد يقول...

انا كان نفسى ازور اسوان من زمان .. دلوقتى حاخد الموضوع جد